هل تحب المرأة الرجل الذي يبكي لأجلها؟

الرجل الذي لا يبكي، لأنه لا يجب أن يبكي، تحديدا أمام امرأة، أو من أجل امرأة. فبكاء الرجل، ضعف في نظر المجتمع، يجعله أقرب إلى الأنثى الهشة منه إلى الرجل الصلب، لكن بكاء الرجل، وإن كان عزيزا يمكن أن يقربه من المرأة أكثر، خاصة إذا كانت هذه الدموع تهدف إلى تليين قلبها نحوه. فالمرأة وإن كانت تحب الرجل القوي الصلب، فإنها في المقابل تعشق الرجل الحساس الذي لا يخجل من إطلاق العنان لدموعه في لحظة حب.

من وجهة نظر تحليلية نفسية، يرى الدكتور محمود فاضل، طبيب نفسي أن موقف المرأة إزاء بكاء الرجل لا يمكن تقويمه بشكل حازم وثابت، فقد يتغير نتيجة تغير أسباب وظروف بكاء الرجل.

ويشرح قد تشعر المرأة بالإشمئزاز من الرجل الذي يبكي وتنتقص من قدره، فتعتبر بكاؤه علامة على الضعف والخنوع،وهو ما لا تحبه فيه عادة، لأنها تحتاج إلى قوة الرجل لتستند إليه. ويستدرك: لكن موقف المرأة يبدو مختلفا عندما يكون بكاء الرجل في إتجاه عواطف مشتركة معها، فعندها تشعر بإرتياح وكأنما يشاطرها في تلك اللحظات طريقة تعبير يبثها من خلالها حبه أو وجعه بسببها.

لذلك ليت ثمة قاعدة في تقويم قبول المرأة ورفضها بكاء الرجل،وإن كانت النظرة العامة تؤكد أنها لا تحب الميال إلى البكاء، لأنها تفضل الذي يستطيع كبت إحساسه بالأسى والحزن بدل التعبير عنه.

وتجدر الإشارة إلى أن الرجل الذي لا يحظى بقبول أصلا عند المرأة، يزداد نفورها منه إذا ما بكى أمامها فإذا كانت تكرهه، فلسوف يزداد كرهها له عند بكائه، وكأنها تبحث عن حجة لذلك.

وفي ما يتعلق بدور المجتمع الشرقي في تقويم موقف المرأة من بكاء الرجل يبين الدكتور فاضل أنه كمجتمع شرقي يرتبط السلوك الذكوري بمفردات معينة تدخل في صلب موروثاتنا، فتجد المرأة في مجتمعنا أكثر حساسية إزاء مسألة بكاء الرجل من المرأة في مجتمعات أخرى، وكأنها ورثت في خيالها فكرة أن الرجل حين يبكي لا يكون رجلا. ويوضح أن الرجل الذي يبكي عادة لديه استعداد للبكاء لأسباب مختلفة وليس بسبب امرأة فقط، لكن الرجل الذي يبكي دائما لمسألة تخص المرأة، فقد يكون ذا شخصية هستيرية تحتاج إلى المبالغة في التعبير عن العاطفة للتأثير في الطرف المقابل. ويختم وأغلب الظن أن الرجل الميال إلى البكاء أمام المرأة هو نتاج بيئة تعتمد البكاء كطريقة تعبير عن الضغط والإنفعال، فيتطور ذلك السلوك الذي يكتسبه في الطفولة ليعززه في الكبر،ويعبر بهذا الشكل العاطفي الذي نراه.